تقدير موقف: احتجاج جنود سلاح الجو الإسرائيلي يُنذر بشرخ عسكري وارتدادات استراتيجية.
10 Apr 2025

تناول خبر منشور في صحيفتي "يديعوت أحرونوت "و"معاريف" العبريتين، خطاب احتجاج وقّع عليه حوالي 950 من جنود وضباط سلاح الجو في الاحتياط، حوالي 10% منهم ما زالوا في الخدمة الفعلية ويطالب، بإعادة الأسرى إلى بيوتهم دون أي تأخير، حتى وإن كان الثمن وقف القتال فورًا، في هذه المرحلة، تخدم الحرب بالأساس مصالح سياسية وشخصية، وليس مصالح أمنية، وإن استمرار الحرب لا يخدم أيًّا من أهدافها المعلنة، وسيتسبب في مقتل أسرى، وجنود من الجيش، ومدنيين أبرياء، كما سيؤدي إلى إنهاك جنود الاحتياط.

‎كما ثبت في السابق، فإن الاتفاق وحده هو ما يمكن أن يعيد الأسرى سالمين، بينما يؤدي الضغط العسكري في الغالب إلى مقتلهم وتعريض جنودنا للخطر.

‎ووقد كان نص الخطاب على "ندعو جميع مواطني إسرائيل إلى الانخراط في العمل، والمطالبة في كل مكان وبكل وسيلة: أوقفوا القتال وأعيدوا جميع الأسرى الآن، كل يوم يمرّ يهدد حياتهم. وكل لحظة إضافية من التردد تُعدّ عاراً.

 ويحمل هذا الخبر تطوراتٍ داخليةً مثيرةً في الجيش الإسرائيلي، تشير إلى تمرد محدود بين صفوف جنود سلاح الجوّ، وردود فعل القيادات العسكرية. 

تحليل لأبعاد الخبر وتداعياته المحتملة:

تعتبر رسالة احتجاجية فقد وقّع عليها عدد من جنود سلاح الجوّ النظاميين، مُعربين عن عدم ثقتهم في القيادة العسكرية، ومطالبتهم بـ "إعادة المختطفين" وتخبر بتوسُّع الاحتجاج وتوقعات بانضمام عشرات آخرين من الجنود إلى الرسالة، مما يعكس حالة استياءً داخلياً قد لا يقتصر على سلاح الجوّ وفيما نرى من ردود الجيش بعدم إشراك الموقعين في مهام عسكرية كإجراءٍ احترازي، ربما لعدم ثقة القيادة في ولائهم أو كفاءتهم في حالات الطوارئ لذلك سعى لفتح تحقيقٍ عسكري لمعرفة هويات الموقعين، مما يشير إلى اعتبار الاحتجاج "تهديداً للأمن القومي" أو خرقاً للانضباط العسكري مما قد يحدث شرخاً في الجبهة الداخلية للجيش فهو يُعتبر مؤسسةً تُقدَّس في الخطاب الإسرائيلي، لذا فإن أي احتجاج علني من داخله—خاصةً من سلاحٍ استراتيجي كالقوات الجوية—يُشير إلى أزمة ثقة بين الجنود والقيادات، وقد يعكس خلافاتٍ حول سياساتٍ عسكرية أو أمنية، مثل: 

·     التعامل مع قضية الأسرى الإسرائيليين. 

·     فشل الاستخبارات العسكرية في منع عمليات المقاومة الفلسطينية. 

·     انتقادات لسياسة الجيش والفشل في حرب غزة.

·     تأثير على الروح المعنوية فقرار عدم إشراك الموقعين في المهام العسكرية قد يُضعف القدرات التشغيلية للجيش إذا توسّعت الاحتجاجات، خاصةً في ظلِّ الحديث عن انضمام المزيد من الجنود.

·     نشر الصحف العبرية مثل هذه الأخبار—رغم حساسيتها—يُظهر أن هناك مساحةً للنقد داخل إسرائيل، لكنه أيضاً قد يُستخدم كأداة ضغطٍ على الحكومة أو الجيش لتبني سياساتٍ مختلفة.

تداعيات محتملة:

عسكرياً:

 - إعادة تقييم الولاءات داخل الأفرع العسكرية، خاصةً مع اشتعال المواجهات في الضفة وغزة. 

 - احتمال فرض عقوبات على الموقعين (كالطرد أو الخصومات المالية)، مما قد يزيد الاستياء.

سياسياً:

 - استغلال المعارضة الإسرائيلية لهذا الحدث لمهاجمة حكومة نتنياهو، واتهامها بـ"إضعاف الجيش". 

 - ضغط شعبي لإيجاد حلٍ لملف الأسرى، الذي يُعدّ أحد الملفات الشائكة في الرأي العام الإسرائيلي.

دولياً:

 - استخدام الفلسطينيين والدول المناوئة لإسرائيل هذا الخبر كدليل على "الانهيار الداخلي" للكيان العسكري الإسرائيلي.

 

أسئلة تطرحها الواقعة:

- هل الاحتجاج يعكس خلافاً استراتيجياً داخل الجيش حول أولويات المواجهة؟ 

- هل يمكن أن تتحول هذه الرسالة إلى حركة تمرد أوسع إذا لم تستجب القيادات لمطالب الجنود؟ 

- ما مدى تأثير مثل هذه الاحتجاجات على عمليات الجيش الإسرائيلي، خاصةً في ظلِّ الحرب القائمة مع المقاومة الفلسطينية؟

الخلاصة:

الحدث— وإن بدأ محدوداً—يُشكِّل إنذاراً مبكراً لتصدُّعٍ محتمل في وحدة الجيش الإسرائيلي، الذي يُعتبر العمود الفقري للأمن القومي الإسرائيلي. قد تُعيد القيادات العسكرية حساباتها لاحتواء الأزمة، لكن استمرارها قد يُفاقم التحديات الداخلية لإسرائيل في ظلِّ تعقيدات المشهد الإقليمي

انتهى