بعد عشر سنوات من الحصار الإسرائيلي الظالم على قطاع غزة، كغيره مر عام 2015 على فلسطين مثقالً بجملة من الأحداث والقضايا، حيث شهدت الساحة الفلسطينية عام 2015م انتفاضة القدس، و رفع العلم الفلسطيني على مبنى الأمم المتحدة، و فتح معبر رفح البري وزيارة رئيس السلطة الفلسطينية إلى إيران، وزيارة رئيس المكتب السياسي لـ“ حماس“ خالد مشعل للسعودية، وانشاء قناة مائية مصرية على الحدود مع رفح، والإعلان عن خمسة قادة من المقاومة الفلسطينية ضمن لائحة الإرهاب، واختطاف أربعة شبان فلسطينيين في سيناء، ومنع إسرائيل أسطول الحرية من التوجه لقطاع غزة. بينما شهدت الساحة الإقليمية والدولية خلال عام 2015م أحداث وقضايا أدت إلى تحول استراتيجي في موازين القوى، خاصة بعد توقيع إيران والدول العظمى على برنامج طهران النووي حيث كان هذا التوقيع بالنسبة إلى ايران بمثابة كسر للعزلة وللحصار السياسي والاقتصادي الدولي المفروض عليها منذ سنوات ونقطة انطلاق جديده لها في المنطقة، لكن في المقابل شكل التوقيع للمملكة السعودية ودول الخليج صفعة قوية بل نكسة لهما مما استدعى ذلك انشاء الرياض لحلف اسلامي سني لمواجهة المد الإيراني في المنطقة العربية في اليمن والعراق وسوريا ولبنان بطرق مباشرة وغير مباشرة، كذلك شهدت الساحة الإقليمية انحصار حذر للنفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وتدخل روسيا في المنطقة بشكل عام وفي الأزمة السورية بشكل خاص تحت ذريعة مواجهة الارهاب الداعشي، لكن في حقيقة الأمر جاءت القوات الروسية لتثبيت كيان بشار الأسد والحفاظ عليه وعلى مصالحها بعد أن ضعفت قواته وقوات حزب الله وبعض القوات الإيرانية الموجودة في سوريا. تأثرا على القضية ً مباشر لقد أثرت أحداث المنطقة العربية المتسارعة والمتلاحقة ً عن محور اهتمام أغلبية الدول العربية بفعل لغز هذا الفلسطينية التي شهدت ترجعا العصر الذي يعرف باسم داعش وعدم استقرار دول الربيع العربي فكل الدول أصحبت مشغولة بظروفها ومشاكلها الداخلية.
لقد عاش الشعب الفلسطيني خلال عام 2015م في مأزق كبير ومتواصل بعد ًر بالقضية حدوث الانقسام الفلسطيني وما زال يعيش هذا المأزق، حيث أضر الانقسام كثيرا اللحظة حدا ذا الانقسام الذي بات يمزق المجتمع ً الفلسطينية، و لم يوضع حتى هذه له .ً ً الفلسطيني ،ً واجتماعيا سياسيا، واقتصاديا وبعد مواكبة معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية قضايا وأحداث الشأن الفلسطيني يقدم المعهد تقريره الاستراتيجي الرابع ليرصد ويوثق و يستشرف الشأن الفلسطيني وذلك من خلال عرض الملفات الأربعة السياسية والاقتصادية والأمنية والحقوقية والقانونية، حيث اشتمل التقرير على أزمة القضية الفلسطينية واستراتيجية الخروج من المأزق، وتداعيات استمرار الحصار واغلاق معبر رفح على الفلسطينيين في قطاع غزة، و قراءة في الوضع الاقتصادي الفلسطيني خلال عام 2015م وملامح عام 2016م في قطاع غزة والضفة الغربية، كذلك قراءة في الملف الأمني الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة في عام 2015م، وصول الأوضاع الحقوقية والقانونية لفلسطين خلال العام المنصرم.