اوراق وتقارير

تاثير عملية طوفان الاقصى على الصراع الفلسطيني الاسرائيلي

28 Mar 2025

استطلاع: "طوفان الأقصى" عزز ثقة الفلسطينيين بالمقاومة وأعاد القضية إلى الواجهة الدولية

غزة – مارس 2025

أظهر استطلاع رأي حديث أجراه معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية أن 91.3% من النخب الفلسطينية تعتقد أن "طوفان الأقصى" عزز ثقة الشعب الفلسطيني بخيار المقاومة المسلحة، فيما رأى 88.4% من المشاركين أن العملية أحدثت إرباكًا كبيرًا في الخطط الأمنية الإسرائيلية، مما أعاد رسم ملامح المواجهة مع الاحتلال.

وشمل الاستطلاع 100 مشارك من النخب السياسية والأكاديمية والإعلامية والاقتصادية، من مختلف التيارات السياسية والجغرافية، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس والداخل الفلسطيني والشتات. واعتمد على استبيان متكامل يهدف إلى قياس تأثير الاستراتيجية على مختلف جوانب الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

*أبرز نتائج الاستطلاع*

إجماع على إعادة تعريف المواجهة: رأى 92.8% من المشاركين أن "طوفان الأقصى" استخدم عنصر المفاجأة بفعالية، مما ساهم في تغيير طبيعة المواجهة مع الاحتلال.

إرباك أمني للعدو: اعتقد 88.4% من المستطلعة آراؤهم أن العملية كشفت ثغرات في المنظومة الأمنية الإسرائيلية، بينما أكد 85.5% أنها أجبرت الاحتلال على إعادة النظر في مفهوم "الأمن القومي".

تعزيز التماسك الداخلي: أكد 91.3% أن الاستراتيجية ساهمت في توحيد الفلسطينيين في الداخل والخارج، وأبرزت دور الشباب في المقاومة، حيث أيد 93.5% من المشاركين في غزة دورهم البارز في المواجهة.

انكشاف ازدواجية المعايير الدولية: رأى 84.1% أن العملية أظهرت التحيز الغربي لإسرائيل، فيما اعتبر 91.3% أنها أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الأجندة السياسية العالمية.

تحولات في المشهد السياسي: أشار 79.7% من المشاركين إلى أن العملية عمّقت الانقسامات السياسية داخل إسرائيل، فيما رأى 75.4% أنها عززت تحالفات فلسطين مع قوى إقليمية ودولية جديدة.

*تأثير على الرواية الإعلامية والسياسية*

أظهرت النتائج أن "طوفان الأقصى" لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل شكل نقلة نوعية في الخطاب السياسي والإعلامي الفلسطيني، حيث رأى 89.9% من المستطلعين أن العملية أعادت إحياء الرواية الفلسطينية في الإعلام الدولي، وكشفت زيف الدعاية الإسرائيلية.

وفي السياق ذاته، أشار 72.5% من المشاركين إلى أن العملية شكلت ردًّا قويًا على سياسات التطبيع العربي مع إسرائيل، مما أحرج بعض الدول التي هرولت نحو التطبيع في السنوات الأخيرة.

*توصيات الاستطلاع*

دعا معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية في ختام دراسته إلى ضرورة تحويل الإنجازات العسكرية إلى مكاسب سياسية مستدامة، من خلال:

1. تعزيز الوحدة الوطنية بين مختلف الفصائل الفلسطينية، وإيجاد استراتيجية شاملة تربط بين المقاومة العسكرية والحراك السياسي والدبلوماسي.

2. الاستثمار في الإعلام الدولي لتوثيق الجرائم الإسرائيلية وتعزيز الرواية الفلسطينية عالميًا.

3. بناء تحالفات دولية قوية مع القوى المؤيدة للقضية الفلسطينية، واستغلال الزخم الشعبي في العالم العربي والإسلامي لدعم نضال الشعب الفلسطيني.

4. تمكين الشباب الفلسطيني سياسيًا واجتماعيًا، باعتبارهم القوة المحركة للمقاومة والعمل الوطني.

رامي الشقرة، رئيس معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية، أكد أن نتائج الاستطلاع تعكس "تحولًا جوهريًا في الوعي الفلسطيني تجاه أدوات الصراع"، مشيرًا إلى أن "طوفان الأقصى" أثبت أن الاحتلال لم يعد قادرًا على فرض معادلاته الأمنية والعسكرية كما كان في السابق".

يؤكد الاستطلاع أن المرحلة المقبلة تشهد تحولات استراتيجية في مسار الصراع، حيث باتت المقاومة تمتلك أدوات جديدة للتأثير، فيما يواجه الاحتلال تحديات متزايدة داخليًا وخارجيًا. ومع ذلك، تبقى التحديات قائمة أمام الفلسطينيين، خاصة فيما يتعلق بتوحيد الجهود واستثمار الإنجازات التكتيكية في بناء استراتيجية وطنية طويلة الأمد.

#فلسطين_استراتيجي