.تطورت علاقة حركة حماس بالنظام السوري تطوراً تدريجياً، ووصل الى ذروته قبل انطلاق الثورة السورية، وقد وفرت تلك العلاقة ملاذاً آمناً لقيادات الحركة بكافة مستوياتها، بل تعدت إلى الرعاية والاهتمام والدعم الكبير لوجستياً وسياسياً وأمنياً وعسكرياً، حتى وصلت إلى حد التحالف المشترك ومع وجود حالة التباين القوي مع جماعة الاخوان المسلمين الرافضة للعلاقة، وموقف النظام من جماعة الاخوان وحالة الشك والريبة التي سبقت بناء العلاقة لارتباط حركة حماس بالإخوان، وبعد الثورة السورية وصلت العلاقة بين الطرفين إلى القطيعة مع نهاية عام 2011، بناءً على موقف الحركة، أو ما يمكن تسميته بـ "لا موقف" الحركة من الثورة السورية، وتمايزت في موقفها عن بقية المنظمات الفلسطينية المقيمة في دمشق، وإنْ كانت الحركة لم تُصدِر بالمقابل موقفاً واضحاً داعماً للثورة السورية.
وفي ظل ما يجري حالياً عملية تركيب لحلف جديد او ما يسمى بالناتو العربي (الاسرائيلي الامريكي العربي) مما يجعل ربط جبهات الصراع في إطار تشاركي أولوية المرحلة، وهذا ما تذهب إليه قوى المقاومة الفلسطينية مجتمعة، وعلى رأس هذا الأمر وجوب مضي حركة حماس بعزيمة قوية وخطوات واثقة لما تشكله المرحلة من منحنى خطر على القضية الفلسطينية واعادة رسم الاصطفافات في المنطقة وانحسار اللعب في المنطقة الرمادية وذلك التشكيل الذي لم يعد يهتم بالوجدان العربي وقواه الحية.
أولاً: الأهمية الجيوستراتيجية لاستعادة العلاقة مع النظام:
..