غزة وحدها في سعار حرب غير متناسبة ماديا ولا معنويا ولا نفسيا ولاجغرافيا ولا قوميا ولا وطنيا ولا إسلاميا ولا عربيا ولا حزبيا ولا في الضحايا ولا سياسيا ولا إعلاميا ولا تكنولوجيا ولا تاريخية كما يزعم الاحتلال لا يوجد تناسب أساسا لا من قريب ولا من بعيد.
أما خيارات غزة فهي شبه معدومة، حتى ورقة المحتجزين أصبحت عبئا أكثر مما هي ورقة ضغط والتخلص منها كان ضرورة ليس اليوم بل منذ هدنة نوفمبر 2023 وإنهائها اليوم بأي ثمن سيكون مقدمة لنهاية الحرب.
وبات يعلم كل متابع دولي أو محلي أن قضية المحتجزين حلها معروف بإنهاء الحرب ووقفها؛
لكن هدف يمين الاحتلال ليس انهاء قضية المحتجزين بل استمرار الاحتلال وتصفية السكان أما المحتجزين فمجرد ذريعة محلية ودولية ولذر الرماد في العيون ومادة للوبيات حول العالم والمؤسسات الدولية وذلك لما لكلمة الرهائن من تاريخ طويل في العقلية الغربية وما نسج حوله من بطولات أفلام الأكشن.
لأجل ما سبق من معطيات يجب إحداث اختراقة وكسر زجاج الوهم القاتل لدينا ولدى مجرمي الحرب والموافقة على ما هو مطروح من الوسطاء وتفويض لجنة المتابعة العربية والإسلامية التابعة للتعاون الإسلامي لمتابعة القضية ووضع خارطة طريق سياسية لغزة والقضية الفلسطينية.
فقد بات معروفا لدى كل متابع أن الجميع متفق على إنهاء الحرب باستثناء الاحتلال خاصة اليمين.
فالدول الأوربية ضد الحرب بشكل واضح وإن كانت أفعالها لا ترتقي لتشكل تأثيرا على الاحتلال وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية.
روسيا والصين منذ اللحظة الأولى وهي تدفع باتجاه وقف الحرب عبر مجلس الأمن والمؤسسات الدولية وحكومات العالم.
والأمم المتحدة على لسان الأمين العام انطونيو غوتيرش لم ينقطع عن الدعوة لوقف الحرب وانهاء الاحتلال.
والولايات المتحدة الأمريكية عبرت قبل تولي الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب عن نيتها وقف الحرب رغم أن الأفعال متناقضة ظاهرا لكن استراتيجيا تتماهي مع اليمين،
لكن جوهر موقف ترامب الذي اتهم سلفه بايدن أنه جزء من تلك الحرب ولو كان لما كانت، ووعد بإنهاء الحرب وخزعبلات متضاربة، لكن أصبحت الحرب عبئنا أنَّ تحته في لقاء نتنياهو قبل أيام وأمهله فترة قصيرة.
العالم العربي والإسلامي رغم فراغ اليد والأثر إلا أنهم عبروا عن مساعيهم أكثر من مرة لأجل إنهاء الحرب.
وبالتأكيد حركة حماس مطلبها الأساسي في كل جلسة من جلسات الوسطاء وقف إطلاق النار.
وحتى داخل الاحتلال ظهرت بعض الأصوات المنادية لوقف إطلاق النار أكيد ليس من أجل الفلسطينيين بل من أجل المحتجزين وتقديرات استراتيجية وتحسبات لارتدادات الاعتقالات حول العالم؛ وهم أكثر الناس علما بأدق بتفصيلات محاكمات النازيين في نورم














