بكل غطرسة وفوفية قام الاحتلال بمنع وزراء خارجية أكبر دول عربية من زيارة رام الله وكأنها تقول:
نحن الذين نشكل دول الشرق الأوسط ونقر من نشاء ونزعزع من نشاء ونرفع من نشاء ونذل من نشاء ونحن الأقدر على كل شيء، ونحن الذين نرتب ما بعد دول الشرق الأوسط.
أنتم العرب في واقع الحال أينما كنتم تحت سيف الدمار والإبادة الجماعية المؤجلة وإن حدتم سيطالكم ذلكم كله.
هذه هي ملامح هو وجه الشرق الأوسط الجديد،
أنتم تحت الابادة المؤجلة فيد الاحتلال طويلة تصل كل مكان حتى رغم تقارب السياسات الخارجية والاتفاقات الإبراهيمية والسياسات التحليلية والإعلامية واضحة التوجيه الصارخ لمنظومة إعلامكم.
أنتم لستم ندا أو في مقام ومصاف الدول الفاعلة إن لم يكن لديكم السلاح النووي أو السلاح التقليدي الاستراتيجي.
من العيب عليكم أن تقدموا رؤى ومقترحات عربية أو دولية بالشراكة مع فرنسا وبعض الدول حتى لو كنتم تمثلون مئات الملايين من الناس أو المليارات.
أنتم مكبلون إن لم تمتلكوا النووي،
فلا يحق لكم زيارة الأشقاء
أو الأبناء
او التدخل لصالح الحلفاء
أو السفر
او الحياة وتنسم عبيرها
إلا شفقة وبالمنة وغمرة العطف، فكيف بكم تسعون للتحدي ولإقامة دولة فلسطينية؟
هذا الإقليم بكل هيلماناته وامتداداته يعبر عن مكانة نفسه وتأثيرها ووزنها أمام دول العالم أولا.
أما ثانيا فالصورة الأكثر وضوحا تتمثل في الحالة الفلسطينية المريرة تحت آلات الإبادة والدمار وكأنها نموذجا وشاهدا لمن لم يتعاط مع الاحتلال.
لا شك أن هذا الإقليم يدفع فاتورة الاحتلال الباهظة ومترتباتها وعواقبها الكارثية في كل النواحي رغم كل شيء.
لقد تمت هزيمة الإقليم على يد الاحتلال عسكريا مرات كثيرة منذ حرب عام 1948 وهزائم سياسية بلا حصر، وخسائر بشرية ومادية كبيرة.
لكن تغيير الشرق الأوسط الجاري سيتخذ شكلاً أكثر وضوحا وقوة عماده لاعب واحد فقط ومساحات عمل ومسارات للشركاء محددة ومحدودة.
لكن أمام كل ذلك على المعارضة الفلسطينية والعربية الالتفاف حول نظمها السياسية وسد ثغرة تهديد النظم ومنع تصدعها وما يترتب عليه من فتح المجال امام التدخلات الأجنبية واستمرارية دوامة الصراع والتراجع.














