بعد سنة وتسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية الصهيونية التي طالت البشر والحجر والشجر وكل ممكنات ومتطلبات ومعالم الحياة في قطاع غزة؛ تتمكن مقاومتنا الفلسطينية الأسطورية الباسلة، من حرق الأعداء في قلب دباباتهم، بعد أن لاحقوهم قبلها؛ حفاة وعراة وجوعى، إلا من قناعتهم المتينة، وانتمائهم الحق، وإرادتهم الاعجازية، وعنفوانهم البطولي، وشجاعتهم منقطعة النظير، وهدفهم الذي لن يحيد عن كل فلسطين، وهم يحاولون فتح دبابة الأعداء التي تهرول أمامهم هاربة، ولم يكن في أيديهم أكثر من سلاح كلاشنكوف عاري من أية قوة؛ أمام دبابة موت مصفحة بقوة الصناعة الأمريكية، إلى الإطاحة بهم في الكمائن والبيوت المفخخة، بعد أن أذاقوهم، ما أذاقوهم؛ من قذائف RPG والياسين والهاون والصواريخ متعددة المسافات والألغام البرميلية والتلفزيونية وغيرها، والتي أُلصق بعضها في جسم دباباتهم وأخرى تحتها؛ من أقل مما يطلق عليها: مسافة الصفر، كما حدث مع ناقلة أمس في خان يونس الشموخ والإباء في تناغم كامل مع أداء مقاومينا الأبطال، في جباليا الثورة والعطاء، وشجاعية الصبر والوفاء، ورفح قلعة الجنوب الصامدة رغم حجم البلاء، وبيت حانون شمالنا الشامخ بكبرياء... فأي جنون ثوري جميل هذا في مواجهة أعتى قوة عارية أمريكية - غربية - صهيونية؛ تصب جام إبادتها، في كل الأنحاء؟!
أنا ابن هذا الجنون الجميل؛ أنتمي إليه بوعي كامل لا ولن يحيد عن هدف الصراع، على طريق حسمه التاريخي وتحقيق نصرنا الكامل على كل منظومة الاحتلال والقتل والإرهاب والإبادة والنهب والهيمنة والاستبداد.. أنا ابن الثورة التي غُدر بها من بعض أصحابها، كما أصدقائهم من الرجعيات والخونة والصهاينة العرب. أنا ابن للثورة التي تؤكد كل يوم ولحظة؛ أن الكيان إلى زوال، وبأننا إلى فلسطين أقرب من أي وقت مضى. أنا ابن كل من ينتمي إلى فلسطين في أربعة أرجاء العالم؛ من كوزو أوكاموتو الياباني إلى باتريك أورغويللو النيكاراغوي، وجمال عبد الناصر المصري، وناصر السعيد الجزيزي (الذي رفض أن يغدو تاريخ الجزيرة العربية سعودي؛ طارئ في التاريخ وعلى الجغرافيا)، ومظفر الإيراني، وعمر المختار الليبي، وتشي جيفارا الأرجنتيني، وفيدل كاسترو الكوبي، والمهدي بن بركة المغربي، وحسن نصرالله اللبناني، ونيلسون مانديلا الجنوب إفريقي، وفنجوين جياب الفيتنامي، وهواري بومدين الجزائري، وفرانكو فونتانا الإيطالي، وعمر شريف خان الباكستاني، وقحطان الشعبي اليمني، وهوغو تشافيز الفنزويلي، ومارك رودين السويسري، ومحمد جمعة البحريني، ومحمد الزواري التونسي، وباسل الكبيسي العراقي وخوسيه موخيكا الأوروغوي... الذين بقوا على قيد حرية فلسطين وجنون ثورتها الجميل، في مقابل واقعية الخيانة الوطنية والقومية والاعتراف "بإسرائيل"؛ إلى كل هؤلاء أنتمي وإلى آخر القائمة الطويلة التي لا تنتهي على امتداد مساحة فلسطين التاريخية، وباسمهم؛ أحني هامتي لكل مقاوم وَمُقاومة في فلسطين وعلى امتداد مساحة كوكبنا... ومعًا يدًا بيد، على طريق هزيمة الكيان الصهيوني والإمبريالية الغربية – الأمريكية والرجعية والخونة من صهاينة عرب وفلسطينيين.














