غدًا يجتمع القادة العرب في الدوحة للتعبير عن تضامنهم مع الشقيقة قطر؛ وإدانتهم لتصعيد العدوان الإسرائيلي؛ وتجاوزه قواعد القانون الدولي باستهداف قطر.
للأسف فإن بيانات الإدانة والإستنكار العربي باتت مادة للسخرية والتندّر؛ كونها لا تتجاوز الحبر الذي كُتِبَت به؛ خاصة مع تغوّل العدو الإسرائيلي على العرب؛ واستخفافه بقدرتهم على تهديده؛ أو القيام بأية ردود أفعال مؤثرة على الكيان.
القادة العرب الذين سيجتمعون للمرة الثانية منذ بدء جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ ثلاثة وعشرين شهرًا في غزة؛ ربما يصُبّون جام غضبهم على شخص نتنياهو؛ متغافلين عن كونه يحظى بقاعدة شعبية يمينية واسعة تدعم مواصلة الإبادة في غزة؛ وتتلذذ بسرقة الأرض الفلسطينية في الضفة؛ وترقص طربًا على أخبار قصف طائرات الاحتلال لعواصم العرب بدءًا من دمشق ومرورًا ببيروت وصنعاء وليس انتهاءً بدوحة العرب.
ما يفترض أن يدركه القادة العرب المجتمعون في الدوحة؛ أن نتنياهو لن يتوقف عند حدود الدوحة؛ وقد يتجرأ على قصف عواصم عربية أخرى حال واصل القادة العرب إصدار بيانات الشجب والاستنكار دون القيام بأية خطوات تضاعف كلفة العدوان الإسرائيلي المتواصل بلا توقّف.
ندرك جيدًا عدم استعداد القادة العرب؛ أو قدرتهم على قتال كيان الاحتلال؛ وعدم رغبتهم في إغضاب حليفتهم الكبرى الإدارة الأمريكية؛ ولكن في ذات التوقيت يستطيع القادة العرب -حال توفرت لديهم رغبة حقيقية وإرادة صادقة- التعبير عن غضبهم من خلال القيام بخطوات عديدة للضغط على حكومة نتنياهو وإلزامها وقف جريمة الإبادة في غزة؛ ولجم اعتداءاتها المتصاعدة التي باتت تستهدف بازدراء عواصم العرب.
ننتظر من القادة العرب تجاوز مربع بيانات الشجب والإدانة الشكلية؛ والقيام بخطوات مؤثرة وفاعلة تعبيرًا عن غضبهم من تجرؤ حكومة نتنياهو؛ واستمرائها قصف العواصم العربية واحدة تلو الأخرى؛ من خلال للجم القيام بهذه الخطوات التي نذكرها على سبيل المثال لا الحصر:
- وقف قطار التطبيع العربي بكافة أشكاله.
- طرد سفراء الاحتلال من عواصم العرب.
- قطع العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية مع الاحتلال.
- رفع قضايا قانونية لملاحقة قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية.
- التوقّف عن حماية حدود الكيان.
- التوقف عن تسخير الأجواء العربية لإسقاط المسيّرات والرشقات الصاروخية التي تستهدف عمق الأرض المحتلة.
- منع الطيران الإسرائيلي من المرور فوق الأجواء العربية.
- التوقف عن تجريم وملاحقة المقاومة الفلسطينية.
- التوقف عن تجريم التبرع المالي لأهل فلسطين المحتلة.
هذه الخطوات هي غيضٌ من فيض؛ يمكن للقادة العرب القيام بها؛ حال غضبوا لانتهاك كرامتهم وأرضهم؛ ولم يرغبوا في حمل السلاح دفاعًا عن أنفسهم؛ أو الدخول في مواجهة عسكرية مع كيان الاحتلال.














