مستقبل غزة يبدأ بأي اتفاق يمنع جرح فلسطيني واحد مهما كان الثمن المادي أو المعنوي أو جنوح آراءرجال الدين أو الأحزاب التي تعتبر الإنسان وقودا، هذا المبدأ أحد أهم الأهداف الاستراتيجية وعندهاتتمحور كل الأهداف نحو الإنسان ومن ثم تحدث النهضة، إنه طريق الأمم التي تقدمت الصفوف.
إن ما يفعله نتنياهو في غزة ليس إلا غسيل العار بالنار والدمار، إنه في الحقيقة مسح زمني لآثار سياساتمفصلية بقيادة الليكود في غزة منذ عام 2005 تلك السياسات المتطرفة بانت على أنها *التي قادت إلىالسابع من أكتوبر،* لذلك قلب كل شيء على العالم من محرقة غزة.
*معضلة إسرائيل الحقيقية ليست في غزة*
بدوافع سياسية ودينية إسرائيل معنية بالتوسع في الضفة الغربية قبل كل شيء، وما بعد ذلك تحصيلحاصل، فقد ترك اليمين بقيادة الليكود غزة منذ عام 2005 بشكل أحادي الجانب، بل وأغفل طلباترئيس السلطة الفلسطينية الجديد بهذا الخصوص، رغم أن خلفيته كانت سياسية وليست عسكرية، فهيليست كخلفية الرئيس الراحل ياسر عرفات.
لقد كان هدف إسرائيل من وراء ذلك عدم الربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنذ تلك الفترة صارتسياسات إسرائيل تصب في اتجاه أن:
غزة هي فلسطين.
وفي ذالك السياق كان إخلاء الثلاث بؤر الاستيطانية في الضفة الغربية مجرد تطمينات لجورج الابن بعدمضم الضفة الغربية، لكن سياسة الأمر الواقع الاستيطانية مستمرة في التوسع دون توقف حتى يومنا هذا.
ومن خلال استراتيجية الردع وضعت إسرائيل غزة تحت سقف حديدي كلما اقترب منه الفلسطيني تشنفوقه حرباً أعتى من سابقتها لكن دون الرجوع إلى سياسة ما قبل 2005.
ورغم إجراءات إسرائيل الصارمة تجاه حصار غزة ومنع السلاح إلا أن السلاح والمسلحين والقوىالفلسطينية تحت تفوقها الاستراتيجي والتقليدي بمستويات فلكية وليس أدل على ذلك من انكشافسماء دولة بحجم إيران والدول المحيطة من اللحظة الأولى.
بناء على ما سبق فإن سلاح غزة ليس معضلة إسرائيل، بل وليس كل القوى الفلسطينية وربما الكثير منالدول، لكن إسرائيل تستخدم هذه الذرائع من أجل إحداث جرائم ديموغرافية من خلال الإبادة الجماعيةوالتطهير المتواصل.
في ضوء ما سبق وفي ضوء مبادرة ترامب التي أجمعت عليها معظم الدول العربية والإسلامية فإن قبولتلك المبادرة ليس عيبا إن كانت ستوقف كارثة تدمير الإنسان والبنيان ووقف الخطة الديموغرافيةوالتهجير القسري من غزة وخطة الانسحاب وانهاء جذر هذه الأزمة وإطلاق سراح المعتقلين وموضوعالمساعدات ووصلة الوعودات السياسية ومواصلة سياسة الإدارة الأمريكية لمنع ضم الضفة الغربية.
*الدول العربية والإسلامية لم تقبل مخطط ترامب لأنه عادلاً*
لقد قبلت معظم الدول العربية والإسلامية ومعظم دول العالم خطة ترامب ليس لأنها عادلة، أو لأنهامحايدة أو نزيهة أو مطروحة على مبدأ المساواة أو لأنها وفق القانون الدولي أو الدولي الإنساني أو وفققرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة أو لقرارات مجلس الأمن الدولي، أو تنفيذا لقرارات مؤسساتالأمم المتحدة السياسية، القانونية، الاقتصادية، الإنمائية والإغاثبة! بل لأنها الطريق الوحيد المتاح لوقفكارثة الإبادة الجماعية والإجهاز على بواقي مدن القطاع.
*الخلاصة*
غزة ليس لديها رفاهية من الوقت وهي في جحيم لم ير العالم مثله من قبل.
غزة بحاجة لوقف عاجل لهذه الإبادة الجماعية بأي شكل أو اتفاقية أو صفقة.
غزة تنتظر الوقت لتعاود العمل من أجل البناء والعمران والتنمية والازدهار في ضوء أي تسوية أو صفقةأو خطة.














