سألوا أحد ملوك وقادة الاجرام لماذا لا تغفر وتصفح عن أعدائك؟
فأجابهم: لقد قتلتهم جميعاً.
عندما يعظ الشيطان حامل الأنوار التوراتي الصهيونى المؤمن بأن الدولة اليهودية ومسيحها المنتظر أكبر من مصالح سحرة المعبد... في هذه الحالة علينا أن نتريث قليلاً لنرى حجم الطامة الكبرى التى يحضرونها لنا في العلن.
فمن يعتقد أن أمريكيا بقيادة ترامب تتعجل الان بخطاها للاعتراف بالدولة الفلسطينية -المأمولة - إن صدقت النوايا- وفقاً لمفاهيم الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة سيكون واهم ومشتت ومظلل.
فالولايات الأمريكية المتحدة جاهدت منذ عام ١٩٤٨ م من أجل حماية الكيان الصهيوني ومنع قيام دولة ثالثة بين (اسرائيل) والأردن وهي تشجع قيام إدارة مدنية ذاتية لأهالي الضفة الغربية وقطاع غزة يمكن لهم العيش بسلام في تلك الأراضي فقط.
وعليه سأقدم باختصار التصور الأمريكي الصهيوني الذي وافقت عليه المؤسسة الصهيونية العالمية ومقرها في الولايات الأمريكية المتحدة، حيث أعطت الضوء الأخضر إلى الادارة الأمريكية لإخراجه من أدراج مكتبها البيضاوي وسلمته للرئيس ترامب كونه يعشق التحديات ويحب فعل مالم يجرؤ عليه أحد ممن سبقوه من القادة الامريكان.
إليكم هذا التصور من خلال متابعتي للمفاهيم والتصريحات والسيناريوهات الأمريكية لمعالجة وادارة الصراع الفلسطيني الصهيوني وهي كالتالي:
§ تسليم سلاح المنظمات الفلسطينية في سورية ولبنان واجراء عمليات دمج للمخيمات في الحياة العامة وإلغاء ثقافة وشكل المخيمات وتعويضهم في البلدان التي يقطنوا فيها.
§ وقف جميع الأنشطة الوطنية وطمس روح الارتباط بالهوية الثقافية والقومية والوطنية لمفاهيم العودة والتحرير الجزئي والشامل وهو نص متوافق مع المبادرة العربية لعام 2002م في مخيمات الشتات.
§ تفريغ الضفة الغربية من المخيمات واعادة هندسة التخطيط السكاني للمخيمات والمدن وفقاً لعمليات نقل أو تبادل سكاني أو نزوح اضطراري وقائي إلى الضفة الشرقية وتسهيل هجرة الشباب للخارج.
§ بخصوص المستوطنات في الضفة الغربية والغور ستكون خطوط حمراء لا يمكن الحديث عنها.
§ أما القدس الشرقية ستبقى في حوزة الكيان إدارياً وأمنياً وعسكرياً، ويجوز فتح مكاتب ارتباط مدنية يشرف عليها جهات منتدبة بنوايا حسنة من جنسيات مختلفة مهمتها استدامة التواصل الاجتماعي والأسري والدينى والطائفي ومتابعة شئون الزوار والمقيمين وما يترتب على ذلك من اجراءات خاصة بالشئون المدنية الخاصة بالإقامة والتصاريح.
§ تبدأ عملية إعمار غزة بعد تحييد العمل المادي العسكري وسيتم إلغاء الصفة فكرة اعادة بناء -مخيمات غزة-وسيم البناء بتشكيل اسكاني جديد يعتمد على الأبراج ذات المساحات المحدودة وفي مناطق بعيدة عن الحدود يسهل التعامل معها في إطار عمليات عسكرية مباغتة.
§ انشاء إدارة فلسطينية مدنية مجردة من السلاح ولا تحاضن أى شكل من أشكال المقاومة المادية مهمتها فقط تسيير الحياة العامة والحفاظ على الأمن والسلم المجتمعي وتوزيع المساعدات وتأمينها ملحقة بجهاز أمني وشرطي يتبع لنيابة عامة وله مرجعية قضائية مستقلة سيبدأ تنفيذه أولاً في غزة وقد يستمر لسنوات عدة.
§ تخضع تلك الادارة للتأهيل المستدام والذي سينتج عنه امكانية توليها الإشراف على الانتخابات البلدية والتشريعية والرئاسية بعد فترة من الزمن وبعد تهيئة الظروف الأمنية والسياسية والاجتماعية التي تكفل امكانية اجراءها بدون وجود مهددات داخلية وخارجية.
§ بخصوص الوظيفة العامة سيكون لها ترتيبات خاصة محددة وتعتمد على نظام التعاقد السنوي وفقاً للاحتياج الطبيعي والموضوعي لقطاع غزة وحسب ما يتوفر من دعم مالي لتغذية القطاعات العامة كالصحة والتعليم والضريبة والجباية والزراعة والاسكان والتجارة ومن المتحمل أن يبقى منفصلاً لفترة طويلة عن النظام الإداري والتنفيذي والقضائي في الضفة الغربية. (سلطة بنظامين)
§ البدء في تقليص وانهاء خدمات الأونروا والمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة وتسهيل وجود مؤسسات دولية تطوعية لخدمة السكان ومراقبة حالة حقوق الإنسان وتوفير بعض مقومات الحياة وفقا لخطط تنموية متنوعة وذات استدامة متوسط المدى تتكفل بتوفير فرص عمل وتشغيل طارئ بعقود سنوية.
§ تتعهد الجهات السلطوية الفلسطينية امام الولايات الأمريكية المتحدة بعدم ملاحقة جنرالات الابادة وقادة التطهير العرقي وكافة المؤسسات والشخصيات الاعتبارية الرسمية والغير رسمية الغربية والصهيونية والشركات العالمية والمحلية الاسرائيلية، التي نفذت ودعمت الحرب على غزة مالياً وعسكرياً وتكنولوجياً.
§ الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه مناكفة عمليات التطبيع مع الدول العربية أو يسعى لإعادة تشكيل محاور مع دول اقليمية تشكل تهديد على الكيان وعلى الأنظمة العربية وعلى الشرق الأوسط الجديد الذي ستقوده (اسرائيل).
في الختام،
يوماً ما ستنتهي الحرب العسكرية الدموية وفي اليوم التالي ستبدأ حرب اخرى بصورتها السياسية والنفسية والاجتماعية وسيُفعل الحزام الثوري الذي سيشكل أكبر تحدي لأي جهة فلسطينية تتولى أمر تسيير الحياة وستتولد قضايا وظواهر لا تحصى ولا تعد جراء هذا التصور الصهيوأميركي الذي ينقذ القاتل ويحميه ويضعه في منطقة الأمان ويحفظ مصالحه في المنطقة ويشرعنه بالتطبيع القائم على قوة الردع ويعفيه من عدم الملاحقة ويعينه على التبجح والزيادة في التعنت ويكفل له استراحة قتال طويلة الأمد.














