الجهة المُعِدّة: وحدة الرصد والتحليل – معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية
أولًا: خلفية الموقف
في تطور مفصلي يُنذر بتغيير معادلات الردع في الإقليم، نفذت الولايات المتحدة الأمريكية ضربات جوية مركّزة استهدفت ثلاثة من أهم المنشآت النووية الإيرانية: فوردو، ناتنز، وأصفهان، ما يعني الانتقال من حرب وكالة وتوترات محسوبة، إلى صدام مباشر بين قوى الدولة الكبرى.
الضربة تأتي في أعقاب تصعيد إسرائيلي–إيراني متسارع، تخلله قصف متبادل وهجمات بطائرات مسيّرة، وتُعدّ أول استهداف أمريكي صريح لمنشآت سيادية حساسة داخل العمق الإيراني منذ عقود.
ثانيًا: التحليل الميداني للجبهات المتوقع اشتعالها
1. الجبهة الإيرانية الداخلية
• الضرر المحتمل: الضربة على المنشآت النووية قد تُحدث دمارًا جزئيًا في قدرات التخصيب، لكنها ستُستثمر سياسيًا لتعبئة الشارع الإيراني خلف النظام.
• الرد المتوقع: إطلاق موجة صاروخية من داخل الأراضي الإيرانية، باتجاه قواعد أمريكية أو أهداف إسرائيلية، مع تفعيل الهجمات السيبرانية فورًا.
2. العراق – الحشد الشعبي والمليشيات الولائية
• السيناريو المتوقع: استهداف مباشر للقواعد الأمريكية (مثل عين الأسد، أربيل)، باستخدام صواريخ دقيقة وطائرات انتحارية.
• الهدف: تحميل واشنطن كلفة الرد وفتح جبهة استنزاف دائمة دون جرّ إيران لمواجهة مباشرة.
3. سوريا – القوس الرابط بين طهران وبيروت
• الاحتمال الوارد: قيام “محور المقاومة” بإطلاق عمليات عسكرية من الجبهة الجنوبية السورية، تشمل إطلاق صواريخ على الجولان أو قواعد أمريكية.
• الغاية: ربط الصراع بالمسرح الإسرائيلي، ومنع عزله أمريكيًا.
4. لبنان – حزب الله
• المعطيات: حزب الله ما زال يمتلك عدد من الصواريخ المتنوعة المدى والدقة، ويخضع لضغط شديد للرد.
• الخيارات المحتملة:
• تصعيد محدود من خلال قصف الجليل وصافين، لإشغال إسرائيل ورفع كلفة التصعيد الأمريكي.
• أو انتظار قرار مركزي من طهران قبل الدخول في مواجهة مفتوحة.
5. اليمن – الحوثيون
• التوقع الأقرب: استهداف القواعد الأمريكية في البحر الأحمر وقرب باب المندب، وربما تهديد الملاحة مجددًا.
• الهدف الاستراتيجي: عرقلة خطوط الإمداد الأمريكية والتشويش على البحرية الأمريكية في الخليج.
6. فلسطين – غزة والضفة
• القراءة المحتملة: رغم ظروف الحصار والدمار، فإن المقاومة قد تعتبر ما يحدث لحظة مواتية للربط الجيوسياسي..
ثالثًا: السيناريوهات المتوقعة
السيناريو وصفه احتمال الحدوث الملاحظات
1. الحرب الإقليمية المفتوحة رد شامل من إيران عبر عدة جبهات وبمشاركة حلفائها متوسط–عالٍ يتوقف على رد واشنطن بعد الرد الإيراني
2. الرد المحسوب رد انتقامي محدود من إيران يضمن حفظ ماء الوجه دون إشعال حرب عالٍ قد يكون الخيار المفضل لقيادة إيران حالياً
3. احتواء أمريكي سريع واشنطن تعلن أن الضربة كانت “رسالة ردع” وتنفتح على الوساطات متوسط يحتاج دعمًا أوروبيًا/خليجيًا كبيرًا
رابعًا: التوصيات السياسية والاستراتيجية
1. للفاعلين الفلسطينيين:
• استثمار الظرف للربط بين معركة “طوفان الأقصى” والمعركة الإقليمية.
• عدم الانزلاق إلى تصعيد غير منضبط دون تنسيق سياسي مع بقية المكونات المقاومة.
2. للدول الإقليمية:
• الضغط لوقف التصعيد عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
• الحذر من التورط العسكري المباشر في أي من الجبهات دون غطاء شعبي وشرعي واضح.
3. للإعلام السياسي المقاوم:
• توحيد الخطاب حول أن ما يجري هو عدوان استعماري جديد يستهدف الأمة، لا خلاف طائفي أو قومي.
خاتمة
نحن الآن أمام لحظة انفجار تاريخي شبيهة بمقدمات حرب أكتوبر أو غزو العراق، لكن بخرائط قوى أكثر تداخلاً وتعقيدًا. ستحدد الساعات القادمة شكل النظام الإقليمي لعقود.














